قوة الإسلام.. ونشر اللغة العربية
الإسلام واللغة العربية.. جناحان طار أحدهما بالآخر منذ أن نزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين.. وانتشر الإسلام ومعه اللغة العربية شرقاً وغرباً.. وأصبحت اللغة العربية في وقت من الأوقات أوسع اللغات انتشاراً؛ لأن المسلمين أينما كانوا يحرصون على تعليم أبنائهم لغة دينهم العظيم.. وتشهد بذلك كنوز الحضارة الإسلامية من مخطوطات وقطع أثرية كُتبت باللغة العربية في بلاد الهند والسند والأندلس.. لكن قوى الشر أدركت خطر الإسلام عليها فتصدّت له ولا تزال بكل ما تمتلك من قوة، ولم تستطع أن توقف مد الإسلام القوي.. وإنما أضعفت اللغة العربية وجعلت أول مَن يستهين بها ويهملها أبناءها، وسأتحدث فيما يلي عن جوانب تثبت قوة الإسلام وضعف اللغة العربية، فالزائر إلى مكة المكرّمة أو المدينة المنوّرة وهو يرى ذلك الرجل المُسِن أو تلك المرأة على كرسي متحرّك أو الشاب اليافع الذي يرقص أقرانه في ملاهي الغرب أو رجل الأعمال الذي تزن الدقائق من وقته ذهباً .. يرى كل هؤلاء وقد تحامل العاجزون منهم على مرضهم والآخرون وقد تركوا جميع المغريات وجاءوا من بعيد إلى هذه البقاع المقدسة لا يريدون إلا وجه الله.. يدرك أن الإسلام قوي وأنه بألف خير مهما قِيل ويُقال.. بل إن الإسلام بعد كل مكيدة من الأعداء.. كأحداث أيلول (سبتمبر) 2001 والرسوم المسيئة للرسول (عليه أفضل الصلوات والتسليم) يزداد قوة وانتشاراً، حيث يبدأ الناس في الغرب والشرق يسألون عنه ويبحثون عن كتبه ومحاضرات المتحدثين عنه بوسطية تظهر محاسن هذا الدين العظيم واهتمامه بالعلوم الحديثة ويجدون في الطب مثلاً أن اكتشافاتهم الجديدة بشأن الأجنة ومراحل خلقها قد ذكرت في القرآن قبل ما يزيد على 14 قرناً.
أما اللغة العربية .. فتحتاج إلى اهتمام أكبر من أبنائها أولاً لكي تستعيد قوتها ولكيلا تهدد بالانقراض كما تقول منظمة اليونسكو عن بعض اللغات.. ولقد أحسنت الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة التي عقدت في الأسبوع قبل الماضي المؤتمر العالمي حول اللغة العربية ومواكبة العصر.. وظهر من خلال جلسات المؤتمر اهتمام بها حتى من غير العرب، حيث تحمس أحدهم وهو طالب إفريقي فألقى قصيدة عربية طريفة نالت استحسان الحاضرين!
وعودة إلى ضعف اللغة العربية أقول إن السبب الرئيس، ليس كما شخصه البعض، هو تعلم العرب اللغات الأخرى وإنما لضعف تعليم اللغة العربية في مدارسنا من حيث تأهيل المدرس وهو العنصر الأهم، وكذلك أسلوب التعليم الذي ظل جامداً ومنفراً للطالب من لغة جميلة لو قدمت بأسلوب مشوق وأدوات حديثة، كما تقدم العلوم الأخرى لما وجدنا هذا الضعف الملحوظ.
وأخيراً: نشر اللغة العربية عالمياً مهمة سامية يؤمل أن تعنى بها بلادنا عن طريق ربطها بالمراكز الإسلامية السعودية المنتشرة في أنحاء العالم، حيث يتم إيجاد برامج لتعليم اللغة العربية في كل مركز إسلامي وستجد لغة القرآن إقبالاً من الجميع حتى من غير المسلمين الباحثين عن المعرفة باللغات وبالأديان لأغراض البحث العلمي الصحيح، وفي ذلك مكسب للإسلام وللغة العربية في الوقت نفسه.